بسم الله الرحمن الرحيم
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ " الطلاق 2
عن أبى زر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : إنى أعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ، ثم تلا :
قول الله سبحانه وتعالى :
" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لاَ يَحْتَسِبُ "
فمازال يكررها ويعيدها ؛ وقال ابن عباس رضى الله عنه قرأ النبى صلى الله عليه وسلم :
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لاَ يَحْتَسِبُ "
روى الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنه قال : جاء عوف بن مالك الأشجعى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله إن إبنى أسره العدو وجزعت الأم وعن جابر بن عبد الله : نزلت فى عوف بن مالك الأشجعى أسر المشركون ابنا له يسمى سالما ً ، فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة وقال : إن العدو أسر إبنى وجزعت الأم فما تأمرنى ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :
" اتق الله واصبر وأمرك وإياها أن تكثروا من قول لاحول
ولا قوة إلا بالله " ؛ فعاد إلى بيته وقال لأمرأته : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنى وإياكِ أن نستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ فقالت نِعْمَ ما أمرنا به ؛ فجعلا يقولان فغفل العدو عن إبنه فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه وهى أربعة الاف شاة فنزلت الآية ؛ وجعل النبى صلى الله عليه وسلم تلك الأغنام له ، وفى رواية : أنه جاء وقد أصاب إبلا ً من الأسر وركب ناقة للقوم ومر فى طريقةه بسرح لهم فسأستاقه ( ساقه إليه ) ؛ وقال مقاتل : أصاب غنما ً ومتاعا ً فسأل النبى صلى الله عليه وسلم : أيحل لى أن أأكل مما أتى به إبنى ؟ فقال " نعم " ونزلت :
[ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ]
وروى الحسن بن عمران بن الحصين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤونة ، ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها "