إن الدين عند الله الإسلام
منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق
ودين الإسلام يتعرض للحرب بشتى صوره؛ الحرب العسكري
في ميادين القتال كغزوة بدر وأحد والخندق. أو الحرب النفسي
ممثلاً في الطعن في دين الإسلام، أو الطعن في صاحب
الرسالة صلى الله عليه وسلم
ولم يكن ثمة جرم ارتكبه المسلمون إلا أنهم سعوا بكل ما أوتوا
من قوة لتعبيد الناس لربهم، ونشر دعوة التوحيد،
و إن كان السعي في إدخال الناس في دين الله، وتحقيق التوحيد جرماً
فما أعظمه وما أحسنه من جرم
والعجب يأخذك أن ترى هذا الدين ينتشر بين الناس قاطبة
عربهم وعجمهم ليس بقوة السلاح، ولا بكثرة المال، بل لأنه
دين الله الذي ارتضاه للناس، قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(الصف 9 ).
ولما شكا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة
تسلط المشركين عليهم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ... والله ليتمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى
حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه.. ) الحديث
[ رواه البخاري : 6544] .
فالله مظهر دينه ومعلي كلمته لا محالة، وهانحن نرى كثيراً من
المبشرات تلوح في الأفق؛ لما نرى إقبال الناس في أوربا وفي
أمريكا وفي روسيا في بلاد العالم أجمع على هذا الدين؛ هذا
الدين الذي يلبي حاجات الناس، ويشبع أرواحهم بعد أن ذاقت من ويلات
الرأسمالية المادية، أو الاشتراكية الملحدة الهرمة، فتلفتوا يميناً
وشمالاً فلم يروا كالإسلام ديناً في سماحته، وشموليته
وعظمته، وموازنته بين حاجات الروح وحاجات الجسد